ما هي الاتجاهات الجديدة لشركات العلاقات العامة والتسويق في دول مجلس التعاون الخليجي؟
تستثمر الشركات والمؤسسات العالمية، بما فيها المتواجدة في دول مجلس التعاون الخليجي، بشكل كبير في التحول الرقمي من أجل تلبية متطلبات العصر الرقمي. وتضاعف الطلب على الجاهزية الرقمية ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية نتيجة انتشار جائحة "كوفيد-19"، حيث انتقلت الأنشطة اليومية، والتي تتراوح من العمليات التجارية إلى العلاقات العامة، إلى العالم الرقمي.
وفي الوقت الذي تعمل فيه الدول العربية على تنويع اقتصاداتها والتعافي من التأثيرات الناجمة عن الوباء العالمي، شهد حجم الاستثمار في الابتكارات الرقمية نمواً ملموساً، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على مجتمع الأعمال. كما توجهت العديد من الشركات نحو تسريع وتيرة التحول الرقمي، بما في ذلك استراتيجياتها في مجال العلاقات العامة والتسويق. ومع تزايد حجم التجارة الإلكترونية واستخدام المنصات الرقمية، تتنامى أيضاً الاتجاهات السائدة في مجال العلاقات العامة والتسويق الرقمي.
وهناك العديد من اتجاهات العلاقات العامة والتسويق الرقمي اليوم، ومن أبرزها:
- وسائل التواصل الاجتماعي كأداة حيوية:
وفقاً لتقرير نشرته (The New Media Academy) خلال العام الجاري، سجّلت دولة الإمارات أعلى نسبة في أعداد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على المستوى الإقليمي، بمتوسط بلغ 10 حسابات للشخص الواحد على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. ويمكن تعزيز هذا الارتفاع في أعداد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من خلال
شركات العلاقات العامة الرقمية في الشرق الأوسط، والتي من شأنها تعزيز حضور العلامة التجارية وبناء صورة إيجابية لها ضمن الأوساط المستهدفة. وتعمل تطبيقات "فيسبوك" و"واتس أب" و"إنستغرام" وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة محورية للعلاقات العامة والتسويق. وتستخدم "مجموعة أورينت بلانيت"، على سبيل المثال، هذه التطبيقات إلى جانب القنوات التقليدية من أجل تعزيز انتشار العلامة التجارية لعملائها. كما تتبنّى شركات العلاقات العامة الرقمية أدوات عدة، مثل تحسين محرك البحث (SEO) وتسويق المحتوى ووسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق من خلال المؤثرين، كجزء من استراتيجياتها النوعية، إلى جانب الاستفادة من الدور المؤثر لوكالات الأخبار من الوسائل المطبوعة إلى المواقع الإلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي. ومن شأن إرسال خبر صحفي إلى وسيلة إعلامية اليوم أن يتم توزيعه عن طريق المزيد من المنصات بالإضافة إلى القنوات التقليدية، ما يعزز وصوله إلى شريحة أوسع من الجمهور وتحقيق المزيد من التفاعل والتغطية المطلوبة.
- المؤثرون - تغيير قواعد اللعبة:
ربما تكون إحدى الاستراتيجيات التي تستقطب جمهور الشباب هو وجود ما يسمى بـ "المؤثرين" و"المدونين" في مجال العلاقات العامة والتسويق والإعلان الرقمي. وكما يوحي الاسم، فإن هؤلاء يؤثرون في الناس لشراء فكرة ومنتج يقومون بالترويج له. وفي دول مجلس التعاون الخليجي، يستخدم معظم هؤلاء المؤثرون تطبيق "إنستغرام" للترويج للمنتجات والأفكار ونمط الحياة بين متابعيهم. ويمكن
للتسويق الرقمي في دولة الإمارات أن يستفيد من هذا الاتجاه، إذ يمكن للمؤثرين والمدونين ممن لديهم عدد كبير من المتابعين أن يساعدوا متخصصي العلاقات العامة الرقمية على استقطاب الجمهور من أجل التفاعل مع الموقع الإلكتروني للعميل على سبيل المثال. وبالإضافة إلى الوصول إلى الصحفيين، يمكن للمؤثرين والمدونين أيضاً توفير التغطية الإعلامية للعلامة التجارية.
- المتابعة والقياس:
لكي تكون حملة العلاقات العامة فعالة، فإن الانطباعات وردود الأفعال تعدّ أمراً أساسياً. ومن الصعب في مجال العلاقات العامة التقليدية تتبع الأفكار والانطباعات. فعلى سبيل المثال، كم من الناس قرأوا أخبارك الصحفية في المجلات؟ وفي المقابل، تستخدم العلاقات العامة الرقمية أدوات لتتبع وقياس مدى نجاح الحملة. وتساعد المتابعة الإعلامية العلامة التجارية على اكتساب بعض التحكم والسيطرة على حملاتها التسويقية. كما يمكن لراسمي استراتيجيات العلاقات العامة والتسويق البحث عن كلمات وعبارات مفتاحية لجمع المعلومات حول حملاتهم ومعرفة انطباعات العملاء حولها.
- العلاقات العامة التقليدية مقابل العلاقات العامة الرقمية:
تقوم العلاقات العامة الرقمية على نفس المبادئ التي تقوم عليها العلاقات العامة التقليدية، إلاّ أنّ هناك اختلافاً في الاستراتيجيات. فلا تزال التغطية وحجم القراءة هي محط التركيز، إلا أن كيفية تحقيقهما مختلفة، حيث طرأ على ذلك تطور كبير. وتهدف الشركات في مجال العلاقات العامة التقليدية إلى ضمان الحصول على تغطية في الصفحات الأولى لاكتساب أعلى معدل للقراءة. وفي المقابل، ليس لدى معظم وسائل الإعلام الإلكترونية حاجز للتكلفة، مما يسمح للعلاقات العامة الرقمية بتحقيق معدل قراءة أوسع. ولكلا النهجين سلبياته وإيجابياته، وهنا يجب على المرء عدم إغفال أن محتوى حملة العلاقات العامة والتسويق ينطوي على قيمة أكبر.
ومع تسارع وتيرة
التحوّل الرقمي في دولة الإمارات بشكل خاص ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، تعمل شركات ووكالات العلاقات العامة والاستشاريون المتخصصون على تعزيز وتحفيز الابتكار والإبداع في هذا المجال. ولا تنحصر المسألة فيما إذا كانت العلاقات العامة الرقمية هي أفضل من نظيرتها التقليدية، بل يتعلق الأمر في امتلاك المزيد من الأدوات الفاعلة والخيارات المستخدمة لإنجاح الحملات الإعلامية والتسويقية. ولعلّ أكثر ما يهم هنا هو معرفة أهدافك الاستراتيجية واختيار الأداة المناسبة لتحقيقها بالشكل الأمثل.
الهاتف:
+971 4 4562888
البريد الإلكتروني:
business@orientplanet.com