الاتجاهات المتوقعة لمنصات التواصل الاجتماعي خلال العام 2021

مع بزوغ فجر العصر الرقمي، تحول العالم إلى قريةٍ صغيرة، وأصبحت العولمة واقعاً ملموساً. وأتاحت الابتكارات الرقمية الفرصة لتواصل الناس افتراضياً مهما تباعدت المسافات بينهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي. واليوم، تحتضن منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تويتر" و"ريديت" مئات ملايين المستخدمين من مُختلف أنحاء العالم، متيحة لهم كمية غير محدودة من المعلومات، وإمكانية التفاعل والتواصل افتراضياً. وبطبيعة الحال، شهدت دول مجلس التعاون الخليجي تنامي أهمية منصات التواصل الاجتماعي.

وساهمت القيود على الحركة وإجراءات الحجر المنزلي نتيجة جائحة (كوفيد-19) في تنامي الإقبال على منصات التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي تواصل فيه دول العالم جهودها لإعادة عجلة الحياة للدوران بصورةٍ طبيعية، من المتوقع أن يشهد العام الحالي استمرار الزيادة في استخدام منصات التواصل الاجتماعي. وتُعزى هذه الزيادة لعددٍ من العوامل، في مقدمتها تنامي دور منصات التواصل الاجتماعي كقنواتٍ ومنافذ للتجارة والتسوُّق، كما هو حال "متجر فيسبوك" وحسابات الأعمال على "إنستغرام" و"واتساب"، إلى جانب تزايد الإقبال على عالم الألعاب والواقع الافتراضي، بشكلٍ خاص في منطقة الشرق الأوسط.

في ظل هذا الواقع الجديد، تواصل مجموعة "أورينت بلانيت" المضي قُدُماً في استراتيجيتها لتطوير خدماتها ومشاريعها رقمياً ومواكبة مسار هذا التحول، وتعزيز اعتمادها على الابتكارات التكنولوجية التي تعيد صياغة منهجية التعامل بين الشركات والجمهور وقواعد العملاء، مع الأخذ بعين الاعتبار أبرز الاتجاهات المستجدة.

البلاغة في الإيجاز ستواصل العلامات التجارية السير على مبدأ "البلاغة في الإيجاز" في صياغة محتوى صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي، وسيأخذ هذا النهج منحاً تصاعدياً خلال الفترة المقبلة. ومع بدأ تفشي الجائحة، تزايدت أهمية وسائل التواصل الاجتماعي للشركات، لا سيما على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أتاحت لها نقل أعمالها إلى العالم الافتراضي للوصول إلى العملاء والمستهلكين في منازلهم. واكتسب الإعلان على هذه المنصات أهميةً غير مسبوقة نظراً لدورها المحوري في إيصال رسائل الشركات إلى الجمهور المُستهدف.

رواجٌ أكبر للمحتوى الصوري

سجَّلت أسعار الإعلانات المدفوعة ارتفاعاً لافتاً على الصفحات الشخصية للمُستخدمين (التايم لاين). وفي هذا الصدد، تُحقق الاستعانة بالصور والفيديوهات نجاحاً أكبر للمُحتوى الإعلاني والترويجي، فهي تستقطب الانتباه بسهولة وتضمن الوصول لأوسع شريحة من الجمهور. ولا يعتبر بث الفيديوهات جديداً في مشهد التواصل الاجتماعي، إلا أنَّه اكتسب زخماً كبيراً منذ تفشي الجائحة في العام الماضي. وبلغت القيمة السوقية لهذا القطاع 42.9 مليار دولار في 2019، ويتوقع أن يسجل نمواً بنسبة 20.4 خلال الأعوام من 2020 إلى 2027 وفقاً لإحدى الأبحاث الحديثة.

تنامي أهمية التسويق على منصات التواصل الاجتماعي

يساهم البث المباشر للمحتوى الخاص بالشركات على منصات "فيسبوك" و"إنستغرام" في زيادة التفاعل بينها وبين الجمهور المُستهدف. ويشهد التسويق مؤخراً على هذه المنصات زخماً كبيراً نتيجة حرص الشركات على تعزيز تفاعل وإشراك الجمهور. وتخصص الشركات اليوم استثماراتٍ إضافية للإعلانات المدفوعة والحملات الترويجية التي يشارك فيها المؤثرون وصُنَّاع المحتوى لتسليط الضوء على علامة تجارية أو اختبار منتجٍ معين. وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط، أصبح دور المؤثرين أكبر من أي وقتٍ مضى في الترويج للعلامات التجارية. وأظهرت دراسةٌ حديثة أنَّ حوالي 3 من أصل كل 10 مستهلكين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي للتواصل مع الشركات.

إقبالٌ أكبر على الفيديوهات القصيرة و"الستوري"

يعد "تيك توك" أحد المنصات الأوسع انتشاراً خلال السنوات الماضية، حيث حقق نمواً سنوياً بنسبة 210% في العام 2019. وتلقى فيديوهات التطبيق تفاعلاً كبيراً في أوساط المُستخدمين حول العالم. وتعتبر "الستوري"، أي إضافة مجموعة من الصور والفيديوهات ضمن قصة واحدة، من أهم خاصيات منصات التواصل الاجتماعي، كما هو حال "ستوري الإنستغرام" التي يمكن عرضها وإعادة مشاهدتها لمدة 24 ساعة قبل أن تُحذَف تلقائياً. وتتيح هذه الخاصية للمُستخدمين إمكانية التفاعل بالتعليق والإعجاب، لتفتح بذلك قناةً إضافية للتواصل بين الشركات والجمهور.

أما "تويتر"، وهي المنصة الأولى عالمياً للمدونات المُصغَّرة، فتقدم للشركات ميزةً بالغة الأهمية تُسمى "الاستطلاعات". وتتيح هذه الخاصية للشركات تكوين فهمٍ أوضح لمتطلبات المستهلكين من خلال التفاعل المباشر معهم لمعرفة اختياراتهم واهتماماتهم.

الأعمال على تطبيقات المُراسلة

يصل عدد المُستخدمين الشهريين لتطبيقي المراسلة الفورية "واتساب" و"فيسبوك ماسنجر" إلى 2 مليار و2.7 مليار مستخدم على التوالي، ويسهّل التطبيقان آليات التواصل بين الشركات والعملاء. في هذا الصدد، يتيح "واتساب" خيار إنشاء حسابات الأعمال للتواصل المباشر والآمن بين الشركات والمُستخدمين. كما شهدنا قبل عدة سنوات إطلاق "متجر فيسبوك"، الذي يتيح للشركات المحلية تسويق وبيع منتجاتها، وتوفر للمُستخدمين إمكانية طلب المنتجات عبر "فيسبوك ماسنجر". إنَّ الاستخدام الأمثل لهذه الخصائص والإضافات يفتح آفاقاً واسعة لتنمية الأعمال.

الجانب المظلم لمنصات التواصل الاجتماعي

أثبتت السنوات القليلة الماضية أنَّ منصات التواصل الاجتماعي سيفٌ ذو حدين، وهو ما تجلى بوضوح خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية وجائحة (كوفيد-19). ورغم أنَّ هذه المنصات تلعب دوراً حيوياً في التوعية والتواصل ونشر المعلومات، إلا أنها تشكل نوافذ يتسلل من خلالها مروجو الشائعات والأخبار الكاذبة والزائفة.

وتُظهر الأبحاث والدراسات ارتفاع حجم الأخبار الزائفة على منصات التواصل الاجتماعي منذ فبراير العام الماضي مع بدأ تفشي الجائحة، وتوجُّه المزيد من الأشخاص حول العالم إلى هذه منصات كمصادر لآخر أخبار ومستجدات الأزمة الصحية. وفي ضوء ذلك، وضعت منصات التواصل الاجتماعي تشريعاتٍ وقواعد لوضع حد لانتشار الأخبار الزائفة، وقد أثبتت هذه الجهود فعاليتها في منع تداول هذه الأخبار. وتقوم منصات فيسبوك وتويتر حالياً بوضع تحذيرات على الأخبار التي تعتبرها "زائفة ومُلفَّقة".

ورغم هذه السلبيات، إلا أنَّ منصات التواصل الاجتماعي قد نجحت في ترسيخ مكانتها كقنواتٍ حيوية للتواصل بين العملاء من جهة، والعلامات التجارية ومُقدمي الخدمات من جهةٍ أخرى. ويشير قرابة 70% من الأمريكيين إلى أنَّ منصات التواصل الاجتماعي تضمن لهم التواصل الفوري مع الشركات، وتمنحهم مزيداً من الثقة في العلامات التجارية. وهذا هو الاتجاه السائد حول العالم، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط عموماً. ومما لا شكَّ فيه أنَّ الحفاظ على الأسبقية والتنافسية يتطلب مواكبة مسار الاتجاهات الصاعدة في عالمنا الحافل بالتغيرات المتسارعة.

الهاتف: +971 4 4562888
البريد الإلكتروني: business@orientplanet.com